Friday, October 8, 2010

في الطريق إلى درويش





توقف "أحمد الطباخ" فجأة على كوبري قصر النيل, شهق ثم صرخ مغطيا فمه و هو يميل إلى الأمام كأن شبحاً ركله بين ساقيه, انزعج "خالد عبد القادر" و صاح فيه: مالك ياض؟, تمالك "الطباخ" أنفاسه ثم قال و هو يشير أمامه, في تجاه الأوبرا: درويش يا خالد..محمود درويش النهاردة في الأوبرا يا خالد , التفت "خالد عبد القادر" تجاه الأوبرا, تذكّر الميعاد المنسيّ, و الذي قرر مع الطباخ ألا يفوّتاه مهما كان الصنف الذي يدخنانه, و تذكر لم حضرا من الأساس إلى الكوبري في هذه الساعة , ألقى السيجارة من فمه, ثم أمسك "الطباخ" من تلابيبه و سحبه ركضا إلى الأوبرا, لم يكن هناك أي وقت لتضييعه, "محمود درويش" بعد دقائق قليلة سيكون في قاعة مسرح الهناجر ليتم تكريمه متبوعا بإلقاءه لقصائده, انقطعت أنفاس "الطباخ" فترك "خالد" ياقته و واصل الركض, وصل"خالد" إلى القاعة المكتظة بالسواريه و البدل السوداء , سأل رجل الأمن على البوابة بأنفاس مبهورة: درويش فين؟, دوريش مين ؟, محمود درويش, آه...في الحمام, كان "الطباخ" قد وصل, صرخ "خالد" : في الحمام يا أحمد..درويش في الحمام, ركضا معا إلى دورة المياه, دفعا الباب و وقفا على رأس الممر الذي تصطف على جانبيه الكابينات المغلقة, أرهفا السمع, درويش الآن وراء أحد هذه الأبواب, التفتا إلى بعضهما البعض, ثم انطلقا يركلان الأبواب واحدة تلو الأخرى, قرب النهاية, ركل الطباخ الباب فارتطم بجسد بالداخل, فتراجع و شهق, وصل " خالد", فتشبث به الطباخ, دفعا الباب في حذر, كان الشاعر " نيازي" يتأوه بالداخل جوار التواليت, كزّ خالد على أسنانه وهو يركله بعنف: مش هوّ يا أحمد...مش هوّ, انطلقا خارج الحمام, سمعا تصفيقاً ينبعث من نهاية الردهة الرئيسية التي تفصلها عن مكانهما سلالم طويلة, ركضا في اتجاه التصفيق, و هناك, في نهاية السلم, كان "دوريش" يخطو ببطء بينما يستقبله الجميع بتصفيق متواصل, قطعا السلم في وثبات معدودة, دخل " درويش " القاعة, و جلس في الصف الأول, تحوطه مجموعة كبيرة من الأدباء و الشعراء, وفي لحظة فريدة, بدا فيها و كأن "درويش" يحظى أخيرا بلحظة صفاء نادرة, لم يعد أحد يطلب منه المصافحة أو التصوير, شد " خالد" الطباخ من ياقته : يلا ياض, لكن "الطباخ" تراجع, عاد خظوة إلى الوراء, غطى فمه براحته مجددا وهو يهزّ رأسه بينما تترقرق الدموع في عينيه, "يلا ياض", "مش قادر يا خالد", ربّت خالد على كتفه, احتضنه فبكى الطباخ بحرقة, أمسكه "خالد من كتفيه : "طيب خلاص خد إنت الكاميرا و صوّرني معاه", تناول الطباخ الكاميرا في وجل, فتبين أنها كاميرته المسروقة منه منذ شهور, كان "خالد" قد وثب إلى المقعد الشاغر جوار "درويش", التفت إليه الأخير في قلق, ابتسم خالد: "إزيك", " بخير", "أنا خالد عبد القادر و ده أحمد الطباخ", ردّ درويش بارتباك "سامع فيكن", " سامع فينا إيه بس يا عم...بص هناك ", و أشار إليه حيث يقف الطباخ, فالتفت "درويش", كانت يد " الطباخ" ترتجف, كانت يده ترتج, لم يتحمل وقع المفاجأة, لكنه في النهاية فعلها, ربما حين فكر أن درويش ينظر الآن للكاميرا لا إليه, ضغط على الزر ثم سقط..






5 comments:

Anonymous said...

شدّني العنوان ، اعتقدت انها مجرد تدوينة عن درويش، ابتسمت، لتتحول الابتسامة إلى ضحكة عريضة ، فالكلمات البسيطة المتسارعة، وتلاحق الخطوات المسموع لتدرك الشاعر الكبير، نبضات القلب الخافقة سريعاً..واخيراً الصورة الضبابية لدرويش جعلاني أتأكد من ان حلمي المفضل بلقاء درويش قد تحقق لدى شخص آخر

تحية لقلمك ولروح درويش..

Entrümpelung wien said...

شكرا على الموضوع ..)

Entruempelung wien said...

ممتاز ... ممتاز .. ممتاز جدااً
Entruempelung
Entruempelung wien
Wohnungsraeumung

شركة فارس الخليج said...

يسعدنا و أن نقدم لكم شركة الحورس لتركيب طارد الحمام والطيور بالرياض نحن شركة ممتازة جداً و ذات خبرات و عناية فائقة فى اعمال مكافحة الطيور و الحمام و القيام بعمل و تنفيذ تلك الطوارد المعدنية على أمثل وجه فهى تعمل على طرد الطيور و هروبها و ليس نعمل من اجل قتلها لان معظمها هذه الطيور قد تكون للزينة و التربية فتواصلوا معانا لكى نخلصك عملينا الكريم من جميع الروائح و الفضلات التى تتركها تلك الطيور والحمام عند تواجودها على المبنى فوداعاً لتواجد الطيور على النوافذ والاسوار الخارجية للمبنى .
طارد الحمام

sherrysabri said...


شركة تنظيف فلل بالفجيرة
شركة تنظيف سجاد بالفجيرة
شركة تنظيف كنب بالفجيرة
شركة مكافحة الرمة بالفجيرة
شركة مكافحة الصراصير بالفجيرة
شركة مكافحة حشرات بالفجيرة
شركة تنظيف مطابخ بالفجيرة