Wednesday, August 13, 2008

لماذا لن ينشر خالد عبد القادر روايته ؟








إتصل بي " محمد سيد حسن " : خالد عبد القادر مش حينشر روايته "لإيلاف داوود" لأسباب مبهمة..ليه يا محمد ؟..بقولك مش عارف بس خالد واد لعين أصلا تلاقيه دخل على عمال المطبعة و صرخ وهو بيسحب حديدة من أقرب جهاز "وقفوا الطبع يا ولاد ديك الـ.." , بعدها انشغلت في الكلية ثم مررت على "زنجي " في وسط البلد و جلسنا على النيل أخبرته بما سمعته من " محمد سيد " فهز رأسه بهدوء ثم مط شفتيه ففكرت أن أتصل بخالد على الموبايل , هذا الرقم غير موجود بالخدمة يرجى التأكد من الرقم المطلوب , تحدثنا عن رواية "دون كازمورو " لماشادو دو سيس ثم طلبت فجأة من زنجي أن يخبرني برقم موبايل خالد المسجّل على موبايله , بحث زنجي في جهازه فلم يجد أي رقم بإسم خالد , حك جبهته طويلا لأنه كان متأكدا أنه طلب خالد كثيرا قبل ذلك من على موبايله , وعدني زنجي أن يرسل لي أخر رقم موبايل لخالد عبد القادر , كتبه له الأخير منذ أسابيع على ظهر غلاف ديوانه الفصحى : نادية, انهيت الموضوع بسلاسة و عدنا مرة أخرى لدون كازمورو..
حكى لي زنجي أنه عاد إلى البيت بذهن مشوش تماما , دخل إلى غرفته مباشرة إلى المكتبة , و في الصف الطويل لإصدارات الأصدقاء المهداة إليه بحث طويلا فلم يعثر على أي أثر لـ " نادية " , صرخ على أخيه "حسين " فجاء مفزوعا من الصالة..سأله عن الديوان فأخبره حسين أنه لا يحتاج لأخذ نسخته لأن خالد قد أهداه نسخة بالفعل هوّ كمان , حك زنجي جبهته ..ثم طلب من حسين أن يأتي بالنسخة الأخرى آملا أن يكون خالد قد دون له رقم الموبايل على غلافها هو الأخر أو اختلطت النسختان في أي وقت ..خرج حسين ثم عاد وهو يحك جبهته بشدة...لم يكن هناك أي "نادية " في البيت..
اتصل بي زنجي ليخبرني بصوت محبط تماما أنه لم يعثر على أي أثر لموبايل خالد , كنت على الماسنجر مع " محمد سيد حسن " , قلنا محلولة..نبعت له على الفايس بوك نشوف إيه اللي حصل , بحثت في قائمتي عن "خالد "..لم يكن موجودا...قبل أن أكتب لسيد على الماسنجر كان يخبرني أن " خالد الوغد مسحني من عنده على الفايس بوك "..بس خلاص...نجيبه من على المنتديات..بحثنا طويلا عن أي مشاركات لخالد..لا يوجد...أي يوزرات لخالد في أي منتدى...لا يوجد...أي صفحة على النت ورد فيها ذكر "خالد عبد القادر "...لا يوجد...فتحت مدونتي, كنت قد كتبت بوست عن خالد أهنأه بجائزة ساقية الصاوي الأخيرة في شعر الفصحى..لم أجد البوست..هو إيه اللي بيحصل يا سيد ؟...مش عارف..ده حتى إيميلاته مش موجودة عندي على الإيميل...ولا أنا..., في اليوم التالي نزلت وسط البلد , قابلت زنجي على التكعيبة أخبرته عما حدث بيني و بين "سيد " فهز رأسه قليلا ثم مط شفتيه..أخبرني أن خالد غير موجود على قائمته على الفايس بوك هو الأخر و أنه لابد سيظهر إن آجلا أو عاجلا...مرّ أمامنا " طه عبد المنعم "..نادينا عليه..سألناه على خالد...طه كان الأقرب لخالد في الفترة الأخيرة خلال إعداد الرواية..فين خالد ياطه ؟..خالد مين ؟...خالد عبد القادر...مين خالد عبد القادر ؟..أنزل زنجي المبسم من على فمه بينما بدأت أنا أبتسم قليلا..بلاش هزار يا طه..إنت شفت خالد عبد القادر قريب ؟..مين خالد عبد القادر ده طيب ؟..كان طه يبتسم ..نظرت إلى زنجي...زنجي بالفعل كان ينظر إليّ هو الأخر...حكّ زنجي جبهته قليلا بمبسم الشيشة ثم قال : خلاص..شكرا يا طه..آسفين على الإزعاج.
قلبت البيت رأسا على عقب فلم أجد ديوان خالد العامية " سيرة الأراجوز "..لا نسختي ولا نسخة مصطفى أخويا المهداة بحرارة من خالد , اتصلت بـ"عمرو " أخويا فرد عليا بهدوء : أنا قلت لك قبل كده إني قريت ديوان إسمه "سيرك الأراجوز " ؟ , لم يكن هناك مفر , أمسكت بديوان " كابينة الجسد " لهاني فضل و اتصلت بتليفون بدار "فكرة" , رد علي مدير الدار بأدب شديد : حضرتك مفيش حد إسمه "خالد عبد القادر "متفق معانا على رواية..طيب ممكن حضرتك تقولي مين اللي إتفق معاكم على رواية إسمها" لإيلاف داوود "...لإيلاف داوود ؟!...أيوه...طيب هو مين "إيلاف داوود " ؟...أنا آسف خلاص معلش يظهر حصل سوء تفاهم .

في نفس اليوم دخلت " عمر بوك ستورز " درت أولا وحدي ثم اتجهت للجالس على الكمبيوتر :بقولك...هيّ فين دواوين خالد عبد القادر ؟..سألني: هي ّمنشورة في دار إيه ؟...اكتب و ليه ديوان تاني في ملامح ...بعد دقيقتين تقريبا من البحث على الجهاز رفع رأسه لي وهو يقول : مفيش أي إصدارات لا في اكتب و لا ملامح لحدّ إسمه " خالد عبد القادر "..فتحت بنفسي أحد إصدارات ملامح , في الفهرس الخلفي لإصدارات الدار لم يكن هناك أي إشارة لـ"سيرة الأراجوز "..
في ساقية أخبرني سكرتير الصاوي أن الجائزة الأولى في شعر الفصحى حجبت لأسباب فنية , لم تمنح لأي أحد أصلا ..كذلك جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة في شعر العامية , و التي حصل عليها خالد هي الأخرى منذ شهور , أخبرني موظف الهيئة ببرود أنه لم يتقدم أي أحد أصلا بإسم خالد عبد القادر..حينها كان لابد من شئ أخير ...اتصلت بـ "إبراهيم السيد " , كان يضحك وهو يقول : خالد عبد القادر مين ؟..كنت قد سألته :إبراهيم إنت عمرك سمعت عن حد إسمه خالد عبد القادر ؟..
اتصلت بـ " محمد سيد حسن " و مررنا على التكعيبة , كان هناك زنجي..سألنا "أوسو " وهو يضبط الولعة لشيشة زنجي عن خالد...وصفنا له خالد عبد القادر هذه المرة وصفا تفصيليا..اعتدل " أوسو " ثم قال: أنا عمري ما شفت البني آدم ده..طلبنا تلاتة عنّاب ثم قررنا أن ننسى إلى الأبد أننا قابلنا أي أحد بهذا الإسم


2 comments:

امراة من زمن اخر..! said...

تري هل البحث سيظل مستمراً عن خالد عبد القادر..؟؟

سرد اكثر من رائع .. متابعه معك بشغف..

كن بخير ودام مدادك

w.s said...

القصة دي حقيقية ، صح؟
لان انا كنت من شوية على بلوج دار سوسن وكان هناك ديوان لواحد اسمه خالد عبد القادر وعملت كليك عليه لقيت البلوج بتاعته غير موجودة اسمها فيونكة سادة
طيب انا مش فاهمة الموضوع دا حقيقي ولاايه؟