C class
سعل "علي محسن" دون مبررات, ففهمت أنه يريد أن يثرثر الآن, كان كل منا, أنا و خالد عبد القادر و محمد سيد حسن, ممسكا بمبسم شيشته في صمت, سعل " علي محسن" مرة أخرى ثم التفت إلى خالد قائلا بتأثّر : " عارف يا خالد.. الترجمة دي خيانة للنص...أنا مترجم و عارف..الترجمة دي خيانة حقيقية..خيانة غير مبررة بس ضرورية ..خيانة يا خالد..أنا خاين يا خالد" , ردّ خالد بهدوء وهو ينفخ في حجر الشيشة : ما تحترم نفسك طيب .., ارتبك " علي محسن " للحظة, ثم رد في خفوت: حاضر..., دقيقة ثم انتبه فجأة: أقرالكم نص ؟ , لم نردّ , سعل " علي محسن" ثم التفت لخالد : " تعرف يا خالد..أنا ممكن كل يوم أكتب رواية زي اللي بيعملوا بيست سيلر دول..لأ..و رواية محترمة كمان تاخد جوايز و بتاع..الموضوع مش صعب إطلاقا " قال و هو يضحك , " طيب ما بتعملش كده ليه ؟ " ردّ خالد بفتور, " عشان أنا مخلص لمشروعي".." مشروع إيه ؟" " بترجم دلوقتي الأعمال الكاملة للشاعر الصربي الأول :(آدّيك تيقول ماخدتيتش)..تلاتين ديوان...عمل يومي مرهق يا خالد...بس الحمدلله قربت أخلص خلاص" , تدخل "محمد سيد حسن": مش ده اللي اكتشفوا من كام شهر إن تلت تربع أعماله كتبها شوية صيع و نسبوها ليه ؟ .. , حدّق فينا " علي محسن" بينما أومأت أنا و خالد نؤمّن على ما قرأناه من شهور, ازدرد " علي محسن" ريقه بصعوبة ,صمت لدقيقة , ثم تمالك نفسه و همس بصوت متحشرج: طيب أقرالكم نص؟.., لم نردّ , سعل "علي محسن " ثم التفت إلى خالد: " للأسف...إحنا حنفضل طول عمرنا ملعونين..محرومين من متع كتير..عشان خبطتنا اللعنة ...لعنة الكتابة يا خالد...لا في يوم مثلا حنبقى أصحاب أملاك و لا حتشوف حد فينا مثلا داخل الشارع بمرسيدس سي كلاس ..إحنا ملعونين يا خالد..أنا ملعون..و إنت ملعون..و محمود ملـ.." , رمى خالد مبسم شيشته بعنف و هو يصرخ: " ينعل أبو اللي جابت أمك....إوعى يا عم " نهض خالد وهو يزيح " علي محسن" بكرسيه من أمامه بعنف ثم سار بعيدا دون أن يلتفت, نظر إلينا "على محسن " بهلع فهدّأناه, أخبرناه أن خالد في مزاج سيء هذه الأيام و أنه يعرف خالد ..إلخ إلخ , التقط " علي محسن " أنفاسه المفزوعة : طيب ..طيب..أنا فكرته زعلان مني ولا حاجة...الحمدلله...أقرالكم نص طيب؟ , لم نردّ , انشغل كل منّا بمبسمه الخاص, صمتنا لما يقرب من ربع ساعة , التفتنا بعدها جميعا إلى نفير سيارة تقترب بسرعة كبيرة, و في أقل من دقيقة كانت سيارة مرسيدس سي كلاس سوداء تركن جوار رصيف القهوة بالضبط حيث كنا نجلس , نزل منها خالد عبد القادر ثم أغلق الباب و ضغط على زر السنترلوك بينما يتجه إلينا, لبّت المرسيدس أوامره بتكتّين متتاليتين و إضاءة مفردة , و ما إن جلس خالد حتى رفع إبهامه أمام شفتيه قائلا لـ "علي محسن" : مرسيدس سي كلاس أهي يابن الكلب ..ولا نفس لآخر القعدة .هه؟...ولا نفس....أومأ " علي محسن " برأسه إلى خالد . انتظرنا أن يبرر خالد أي شيء , لكن شيئا لم يحدث لنصف ساعة كاملة , قمنا بعدها جميعا , و بعد أن حاسبنا نادى "خالد" من داخل المرسيدس على " علي محسن" , توجسنا أن يدهسه مثلا أو يمسكه من تلابيبه و يسحل "علي محسن" بطول شارع شامبليون, لكن خالد كان قد مال إلى الكنبة الخلفية, تناول كتابا ثم ناوله لعلي في صمت ثم انطلق بسرعة خلّفت ضجة كبيرة, اقتربنا من علي الذي تسمّر مكانه محدقا بين يديه في مجلد فاخر صادر عن دار الشروق , كانت الترجمة الكاملة لشاعر الصرب الأول.
:D
ReplyDeleteيخرب عقلك
إنت لازم تنشر المجموعة الكاملة لمغامرات خالد عبد القادر
أو تصوروها ولازم يكون خالد نفسه البطل
لا استطيع منع نفسى من الاستمتاع بكتاباتك و انتظارها بشغف
ReplyDeleteمساء الفل يا محمود
ReplyDeleteتدوينة هايلة
تحياتى لخالد
ولقلمك الجميل
مش معقول
ReplyDeleteانت مذهل بجد
عجبني قوي اسم الشاعر الصربي
هههههههههههههههه
طريقتك في الحكي ممتعة جدا
عيبك انك مقل
ننتظرك دائما
تحياتي
رائعة كالعادة يا محمود
ReplyDeleteنفسنا في حاجة كده يكون أبطالها دكاترة
جميلة بجد وياريت متغيبش فى الكتابة
ReplyDeleteأعجبني في كل ماتكتب هو انك حقيقي
ReplyDeleteوهذا يعد احتراما للمتلقى حتى لو كانت الحقيقة شيئ من الوقاحة
Like
ReplyDeleteهو فين الجديد ؟؟
ReplyDeleteفييييين ؟؟؟